رئيس الجمهورية يعزّي في وفاة المجاهد محند السعيد نايت عبدالعزيز
أخبار
2025-12-26

رأي من الحراك
2025-12-14
من واشنطن: محمود بلحيمر
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصعّد الضغط من أجل إطاحة رئيس فينزويلا نيكولاس مادورو. ومن الواضح أن سياسة ترامب في الفناء الخلفي لأميركا لا تختلف عن تلك التي انتهجها المحافظون الجدد خلال ولاية الرئيس الجمهوري السابق، جورج ولكر بوش، الذين تبنوا سياسة "تغيير النظام"، لاسيما في كل من العراق وأفغانستان، رغم أن ترامب وحركته "ماغا" انتقدوا باستمرار سياسة "الحروب التي لا تنتهي" التي خاضتها الإدارات السابقة بهدف تغيير الأنظمة السياسية في دول أخرى!
بررت إدارة بوش ما شنّته من حروب في مطلع القرن بضرب الإرهابيين في معاقلهم قبل أن يضربوا الداخل الأميركي وتفكيك أسلحة الدمار الشامل، رغم أن تلك الأسلحة لم يُعثور عليها إلى هذه الساعة. اليوم، إدارة ترامب تتحدث عن ضرب كارتيلات المخذرات التي تغزو بمنتجاتها الداخل الأميركي، وتقدمها التعليقات المساندة لخيار إطاحة مادورو بأنها مشابهة لأسلحة الدمار الشامل، وهي السردية التي يُراد تسويقها حتى يتقبل الشارع الأميركي الحرب الجديدة.
ترامب: أيام نيكولاس مادورو باتت معدودة
آخر التطورات وردت في تصريحات ترامب للصحفيين يوم الجمعة 12 ديسمبر الجاري عندما أعلن عن قرب شن ضربات برية تستهدف عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية،، قد تستهدف أشخاصاً محددين وليس بالضرورة في فنزويلا. وفي تصريحات نقلها موقع "بوليتيكو" الأميركي، يوم 10 ديسمبر الجاري، قال ترامب "إن إيام نيكولاس مادورو باتت معدودة". وذكر الموقع أن ترامب لم يستبعد احتمال دخول قوات أميركية إلى الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، مضيفا بأن المكسيك وكولومبيا قد تواجهان أيضا عمليات عسكرية تستهدف شبكات تهريب المخدرات فيهما.
ترامب كرر يوم الجمعة اتهامات معتادة لفنزويلا حيث قال "إنهم سمحوا لملايين الأشخاص بالدخول إلى بلادنا، من سجونهم وعصاباتهم ومن تجار المخذرات ومن المصحات العقلية.." كما تحدث عن انخفاض تهريب المخدرات عبر البحر بنحو 92 % من بدء استهداف القوارب في بحر الكاريبي.
وفي سياق التصعيد على حكومة مادورو، استولت القوات الأميركية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا كانت في طريقها إلى ميناء ماتنزاس الكوبي، وقال ترامب إنها أكبر ناقلة نفط يتم الاستيلاء عليها على الإطلاق. وكتبت المدعية العامة الأميركية، بام بوندي، على منصة "إكس" بأن الناقلة كانت جزءا من "شبكة شحن غير مشروعة" تدعم "منظمات إرهابية أجنبية" وأنها "تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات الاميركية من كل من فنزويلا وإيران"، وفق تعبيرها.
ووفق تقارير إعلامية فإن ناقلة النفط الفنزويلية المحتجزة والمحمّلة بنحو 1.58 مليون برميل من النفط، في طريقها إلى ميناء هيوستن بولاية تكساس. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي قوله إن طاقم السفينة مكوّن من 30 شخصا معظمهم من روسيا.
مادورو قال عن احتجاز القوات الأميركية للناقلة بأنهم "دشنوا عهدا جديدا للقرصنة البحرية الإجرامية في الكاريبي"، واصفا العمل بـ"غير القانوني والإجرامي".
ماذا بعد؟
تتساءل الأوساط الإعلامية والسياسية في أميركا عن الخطوة الموالية في حملة الضغط الأميركية على مادورو، هل سنشهد عمليات عسكرية ضد أهداف داخل فنزويلا؟ أم ستكتفي واشنطن بسلسلة من العمليات الرامية لدفع مادورو للرحيل عن البلاد؟
صحيفة "نيويورك تايمز" كتبت يوم السبت 13 ديسمبر بأن إدارة ترامب والمعارضة الفنزويلية لطالما صوّرت حكومة مادورو على أنها مركز لنشاط خصوم الولايات المتحدة، ويبدو أن الاستيلاء الدراماتيكي على ناقلة النفط كان يهدف إلى قطع مصادر تمويل مادورو وإضعاف تحالفاته أيضا.
وفي نفس الاتجاه ذهبت صحيفة "الواشنطن بوست" يوم الخميس 11 ديسمبر، حيث رجحت أن يكون الاستيلاء على ناقلة النفط الفنزولية مؤشر على مرحلة جديدة في مساعي إدارة ترامب للإطاحة بالرئيس مادورو، من خلال خنق اقتصاد يعتمد بدرجة كبيرة على مبيعات النفط إلى الخارج، ولا سيما إلى الصين، وذلك عبر العقوبات والضغط العسكري. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص وصفتهم بالمطّلعين على خطط الإدارة أنه "ضمن هذه الحملة، يُرجَّح أن تقدم الولايات المتحدة على احتجاز المزيد من ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات قبالة السواحل الفنزويلية."
ويعتمد اقتصاد فنزويلا بشكل أساسي على صادرات المحروقات، تشتري الصين نحو 80 في المائة منها.
فهل يعني ذلك أن واشنطن تتوخى رحيل مادورو وتنصيب نظام حليف ينهي أكثر من عقدين من حكم الاشتراكيين المناوئين لواشنطن، على أن تقود النظام الجديد ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية والحائزة على جائزة نوبل للسلام؟ هذا أحد السيناريو التي تتداول في وسائل الإعلام الغربية.
تشير مختلف التعليقات في وسائل الإعلام الأميركية، لاسيما المحافظة مثل شبكة "فوكس نيوز" إلى أن تحرك ترامب استراتيجي ويتلخص في أمرين: النفط والسيطرة على أميركا الجنوبية أو ما يسمى بالفناء الخلفي للولايات المتحدة. في صلب التدوير الإعلامي لـ"فوكس نيوز" مثلا تتردد فكرة أن فنزويلا تنام على أكبر إحتياطي نفطي في العالم وأن ذلك يسيل لعاب الشركات الأميركية. وبالفعل تشير التقديرات إلى أن فنزويلا تمتلك 18% من الاحتياطي العالمي للنفط، متقدمة على السعودية وإيران والعراق وكندا وباقي دول العالم، بحيث تقدّر احتياطاتها بنحو 304 مليار برميل، معظمها من النفط الثقيل الذي تحتاجه الولايات المتحدة لتشغيل معامل التكرير، وتشتري نسبة كبيرة منه من كندا.
وتبعا لنفس السردية يركز المتدخلون على محاولة إعادة تعريف مبدأ "أميركا أولا" أو نهج عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، على أمل تهدئة غضب قاعدة "ماغا" التي لا تريد حروبا خارجية جديدة. ويتم التشديد من قبل محللين وخبراء على أن "أميركا أولا" لا يعني تجاهل القارة الأميركية ولاسيما الفناء الخلفي بل أن تحقيق ذلك المبدأ يمر عبر هيمنة أميركية مطلقة على المنطقة. ووفق هذا المنطق تبدو الحرب على مادورو مقبولة لأن وجود نظام اشتراكي غير حليف لواشنطن ويقيم علاقات قوية مع خصومها كالصين وروسيا وكوبا وإيران يجب ألا يستمر.
تناقضات ترامب بين الحرب والسلام
لاشك أن نهج ترامب إزاء فنزويلا يتعارض كلية مع ما يعلنه في خطبه وتصريحاته بشأن نهج إدارته الساعي إلى السلام وتفادي الدخول في حروب خارجية جديدة وأنه يستحق نيل جائزة نوبل للسلام بعدما أوقف 8 حروب!
في مقالة رأي نشرتها "الواشنطن بوسط" يوم 3 ديسمبر، تحدث الصحفي تيودورجونسون عن تناقضات في مسعى ترامب، حيث يقول: "ففي مسعاه لنيل جائزة نوبل، تفاخر ترامب بإنهاء 8 حروب، لكنه يبدو مستعدا لبدء حرب جديدة غير ضرورية. كما أن أجندته السياسية القائمة على شعار "أميركا أولا" لا تتضمن أي حديث عن الغارات في أراض أجنبية. ويصوّر اهتمامه بفنزويلا على أنه حرب على المخدرات، في حين أنه عفا عن الرئيس السابق لهندوراس الذي أُدين في محاكم أميركية بإدارة عملية لتهريب المخدرات برعاية الدولة".
يُذكر أنه منذ سبتمبر الماضي، حشدت الولايات المتحدة قوة بحرية قبالة سواحل أميركا الجنوبية، قُدرت بنحو 15 ألف جندي، تُعد الأكبر منذ عقود، ضمن عملية سميت ( Southern Spear) أو "رأس الحربة الجنوبي"، تقول واشنطن إنها حملة لمكافحة تهريب المخدرات إلى الأراضي الأميركية. كما اتهمت مادورو بتهريب المخدرات . وشنّت القوات الأميركية غارات استهدفت قوارب يشتبه بتبعيتها لمهربي مخدرات، قُتل فيها نحو 90 شخصا وتم تدمير نحو 23 قاربا بمنطقة الكرايبي.
وفي 29 نوفمبر الماضي أعلن ترامب غلق المجال الجوي فوق فنزويلا، وكتب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "إلى جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات ومهربي البشر، فلتأخذوا في الاعتبار أنه سيتم إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها بالكامل".
أخبار
2025-12-26
أخبار
2025-12-26
أخبار
2025-12-26
أخبار
2025-12-26
أخبار
2025-12-26
أخبار
2025-12-26